لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى انه "كان اجتماع وزراء إعلام الدول الداعية لمكافحة التطرف والإرهاب في أبوظبي، يوم أمس الأول، مناسبة لإطلالة على الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب، وأهمية مواصلة الجهود، وتكثيف العمل للوصول إلى نتائج إيجابية وحاسمة في المعركة القائمة المتمثلة في مكافحة دعم وتمويل واحتضان الإرهاب وتجفيف منابعه المالية والفكرية وصولاً إلى اجتثاثه بالكامل والاجتماع الذي ضم الوزراء ومسؤولي الإعلام وعدداً من قادة الفكر والرأي في دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ومصر، أوضح أن المعركة ضد التطرف والإرهاب لم تنته؛ لأن هاتين الآفتين تستندان إلى مرتكزات فكرية ومالية، ومن دون العمل على قطع هذين الشريانين ستبقى آليات مكافحة الإرهاب آنية، لا تؤدي إلى القضاء النهائي على هاتين الآفتين، اللتين تنخران العديد من المجتمعات العربية والإسلامية".
وأشارت إلى أن "جهود مكافحة الإرهاب كي تحقق أهدافها، يجب أن تتكامل بين مختلف المؤسسات الرسمية والمدنية والدينية؛ لأن العمل المنفرد يظل ناقصاً وغير قادر على تحقيق الهدف؛ ذلك أن الأدوات التي تستخدمها قوى التطرف والإرهاب باتت تشمل كل مجالات الحياة من المدارس إلى الجامعات إلى المعاهد الدينية والكتب التعليمية وبعض رجال الدين والمساجد وكتب تراث محشوة بما يتعارض والدين الإسلامي والنصوص القرآنية، إضافة إلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام التقنيات الإعلامية الحديثة، لذلك لا بد من وضع استراتيجية مواجهة متكاملة تضم كل القوى والمجموعات وأهل الفكر والرأي ومراكز الأبحاث والمرجعيات الدينية كي تكون المواجهة واسعة وشاملة، خصوصاً أن التطورات الميدانية، التي جرت مؤخراً على الساحتين العراقية والسورية، وتم خلالها تقويض تنظيم الإرهاب الداعشي بشكل ملحوظ لم تتمكن من حسم المعركة نهائياًَ؛ إذ ثبت أن شرايين الإرهاب والتطرف ما زالت تنبض وقادرة على ضخ الحياة والحركة لفلول إرهابية هنا وهناك، وتلاقي ملاذاً وبيئة حاضنة وكل ذلك لأن منابع التمويل ما زالت تتدفق على هذه الجماعات، وصنابير الدعم المالي لم تنقطع عنها، رغم أن المصدر معروف، وأبوابه مُشرّعة في تحد للعالم أجمع، وفي خروج مقصود على الإجماع الخليجي".
وأفادت أنه "عندما نقول إن منابع الدعم معروفة، فإننا نقصد دولة قطر بالذات، التي قررت السير في عكس اتجاه العالم، وأصرت على سلوك الدرب الوعر، الذي لن يؤدي إلا إلى التهلكة في نهاية المطاف، لذلك، فإن محاصرة الداء يجب أن تبدأ من مكمنه، ثم يتم بعد ذلك البحث عن سبل الوقاية وتخطئ قطر إذا اعتقدت أن بمقدورها المضي في طريق الضلال إلى ما لا نهاية، كما ترتكب خطيئة لا تغتفر إذا اعتقدت أن العالم، خصوصاً العالمين العربي والإسلامي، سوف يسامحها على ما ارتكبت من آثام وجرائم بحق شعوب سوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها، وما نزف فيها من دم، وأصابها من خراب، كما أن الشعب القطري لن يسكت على تبذير أموال هو أحق بها".